نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 186
في أربع ركعات ، فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله تعالى لك " ، قال : يا رسول الله من يستطيع أن يقولها في يوم ؟ قال : " إن لم تستطع أن تقولها في يوم فقلها في جمعة ، فإن لم تستطع أن تقولها في جمعة فقلها في شهر ، فلم يزل يقول له حتى قال : قلها في سنة " قال الترمذي : هذا حديث غريب . قلت : قال الإمام أبو بكر بن العربي في كتابه " الأحوذي في شرح الترمذي " : حديث أبي رافع هذا ضعيف ليس له أصل في الصحة ولا في الحسن ، قال : وإنما ذكره الترمذي لينبه عليه لئلا يغتر به ، قال : وقول ابن المبارك ليس بحجة ، هذا كلام أبي بكر بن العربي . وقال العقيلي : ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت ، وذكر أبو الفرج بن الجوزي أحاديث صلاة التسبيح وطرقها ، ثم ضعفها كلها وبين ضعفها ، ذكره في كتابه في الموضوعات [1] . وبلغنا عن الإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني رحمه الله أنه قال : أصح شئ في فضائل السور ، فضل : ( قل هو الله أحد ) وأصح شئ في فضائل الصلوات فضل صلاة التسبيح ، وقد ذكرت هذا الكلام مسندا في كتاب " طبقات الفقهاء " في ترجمة أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني ، ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون حديث صلاة التسبيح صحيحا ، فإنهم يقولون : هذا أصح ما جاء في الباب ، وإن كان ضعيفا ، ومرادهم أرجحه وأقله ضعفا [2] . قلت : وقد نص جماعة من أئمة أصحابنا على استحباب صلاة التسبيح هذه ، منهم أبو محمد البغوي وأبو المحاسن الروياني . قال الروياني في كتابه " البحر " في آخر " كتاب الجنائز " منه : إعلم أن صلاة التسبيح مرغب فيها ، يستحب أن يعتادها في كل حين ، ولا يتغافل عنها ، قال : هكذا قال عبد الله بن المبارك وجماعة من العلماء . قال : وقيل لعبد الله بن المبارك : إن سها في صلاة التسبيح ، أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا ؟ قال : لا ، وإنما هي ثلاثمائة تسبيحة ، وإنما ذكرت هذا الكلام في سجود السهو ، وإن كان قد تقدم لفائدة لطيفة ، وهي أن مثل هذا الإمام إذا حكى هذا ولم ينكره أشعر بذلك بأنه يوافقه ، فيكثر القائل بهذا الحكم ، وهذا الروياني من فضلاء أصحابنا المطلعين ، والله أعلم .
[1] ولكن للحديث طرق وشواهد تدل على أن له أصلا ، وهو حديث حسن أو صحيح . [2] بل هو حديث صحيح لطرقه وشواهده .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 186