نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 152
أتضحك عند القبر ؟ قال : أردت أن أرغم أنف الشيطان [1] . وعن ابن جريج رحمه الله قال : من لم يتعز عند مصيبته بالأجر والاحتساب ، سلا كما تسلو البهائم . وعن حميد الأعرج قال : رأيت سعيد بن جبير رحمه الله يقول في ابنه ونظر إليه : إني لأعلم خير خلة فيك ، قيل : ما هي ؟ قال : يموت فأحتسبه . وعن الحسن البصري رحمه الله ، أن رجلا جزع على ولده ، وشكا ذلك إليه ، فقال الحسن : كان ابنك يغيب عنك ؟ قال : نعم كانت غيبته أكثر من حضوره ، قال : فاتركه غائبا ، فإنه لم يغب عنك ، غيبة الأجر لك فيها أعظم من هذه ، فقال : يا أبا سعيد ! هونت عني وجدي على ابني . وعن بشر بن عبد الله قال : قام عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه عبد الملك فقال : رحمك الله يا بني فقد كنت سارا مولودا ، وبارا ناشئا ، وما أحب أني دعوتك فأجبتني . وعن مسلمة قال : لما مات عبد الملك بن عمر كشف أبوه عن وجهه وقال : رحمك الله يا بني ، فقد سررت بك يوم بشرت بك ، ولقد عمرت مسرورا بك ، وما أتت علي ساعة أنا فيها أسر من ساعتي هذه ، أما والله إن كنت لتدعو أباك إلى الجنة . قال أبو الحسن المدائني : دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال : يا بني كيف تجدك ؟ قال : أجدني في الحق ، قال : يا بني لأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك ، فقال : يا أبت لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب . وعن جويرية بن أسماء عن عمه أن إخوة ثلاثة شهدوا يوم تستر فاستشهدوا ، فخرجت أمهم يوما إلى السوق لبعض شأنها ، فتلقاها رجل حضر تستر ، فعرفته ، فسألته عن أمور بنيها ، فقال : استشهدوا ، فقالت : مقبلين ، أو مدبرين ، قال : مقبلين ، قالت : الحمد لله ، نالوا الفوز ، وحاطوا الذمار ، بنفسي هم وأبي وأمي . قلت : الذمار بكسر الذال المعجمة ، وهم أهل الرجال وغيرهم مما يحق عليه أن يحميه ، وقولها : حاطوا : أي : حفظوا وراعوا .
[1] يقال : أرغم الله أنفه : أي ألصقه بالتراب ، فهو كناية عن التحقير والاستقذار .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 152