responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 151


" يا فلان ! أيما كان أحب إليك ؟ أن تمتع به عمرك أو لا تأتي غدا بابا من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك ؟ " قال : يا نبي الله ، بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي أحب إلي ، قال : " فذلك لك " [1] .
وروى البيهقي بإسناده في " مناقب الشافعي " رحمهما الله ، أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله مات له ابن فجزع عليه عبد الرحمن جزعا شديدا ، فبعث إليه الشافعي رحمه الله : يا أخي عز نفسك بما تعزى به غيرك ، واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك ، واعلم أن أمض المصائب فقد سرور ، وحرمان أجر ، فكيف إذا اجتمعا مع اكتساب وزر ؟ فتناول حظك يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبه وقد نأى عنك ، ألهمك الله عند المصائب صبرا ، وأحرز لنا ولك بالصبر أجرا ، وكتب إليه :
إني معزيك لا أني على ثقة * من الخلود ولكن سنة الدين فما المعزى بباق بعد ميته * ولا المعزي ولو عاشا إلى حين وكتب رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه : أما بعد : فإن الولد على والده ما عاش حزن وفتنة ، فإذا قدمه فصلاة ورحمة ، فلا تجزع على ما فاتك من حزنه وفتنته ، ولا تضيع ما عوضك الله عز وجل من صلاته ورحمته .
وقال موسى بن المهدي لإبراهيم بن سالم وعزاه بابنه : أسرك وهو بلية وفتنة ، وأحزنك وهو صلوات ورحمة ؟ ! .
وعزى رجل رجلا فقال : عليك بتقوى الله والصبر ، فبه يأخذ المحتسب ، وإليه وإليه " : يرجع [2] الجازع . وعزى رجل رجلا فقال : إن من كان لك في الآخرة أجرا ، خير ممن كان لك في الدنيا سرورا .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه دفن ابنا له وضحك عند قبره ، فقيل له :



[1] وهو حديث صحيح . رواته متفق على التخريج لهم في الصحيحين ، قال الحافظ : وعجب من اختصار الشيخ على تحسين سنده .
[2] أي إلى الصبر يرجع الجازع لطول المدة ، فيسلو كما تسلو البهائم ، ويذهب سروره ، وتنعدم على تلك المصيبة لجزعه أجوره .

نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست