نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 147
المصيبة ، والشاقة : التي تشق ثيابها عند المصيبة ، وكل هذا حرام باتفاق العلماء ، وكذلك يحرم نشر الشعر ولطم الخدود وخمش الوجه والدعاء بالويل . 435 - وروينا في " صحيحيهما " عن أم عطية رضي الله عنها ، قالت : أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة أن لا ننوح . 436 - وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اثنتان في الناس ، هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت " . 437 - وروينا في سنن أبي داود ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة . واعلم أن النياحة : رفع الصوت بالندب ، والندب : تعديد النادبة بصوتها محاسن الميت ، وقيل : هو البكاء عليه مع تعديد محاسنه . قال أصحابنا : ويحرم رفع الصوت بإفراط في البكاء . وأما البكاء على الميت من غير ندب ولا نياحة ، فليس بحرام . 438 - فقد روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعد بن عبادة ومعه عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن مسعود ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا ، فقال : " ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ، ولكن يعذب بهذا أو يرحم " ، وأشار إلى لسانه صلى الله عليه وسلم " . 439 - وروينا في " صحيحيهما " عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع إليه ابن ابنته [1] وهو في الموت ، ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : " هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء " . قلت : الرحماء : روي بالنصب والرفع ، فالنصب على أنه مفعول " يرحم " والرفع على أنه خبر " إن " ، وتكون " ما " بمعنى الذي . 440 - وروينا في " صحيح البخاري " عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه وهو يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : " يا بن عوف إنها