نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 397
السابع : أن يجزم بالطلب ، ويوقن بالإجابة ، ويصدق رجاءه فيها ، ودلائله كثيرة مشهورة . قال سفيان بن عيينة رحمه الله : لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلمه من نفسه ، فإن الله تعالى أجاب شر المخلوقين إبليس ، إذ قال : رب أنظرني إلى يوم يبعثون قال إنك من المنظرين ) [ الأعراف : 14 - 15 ] . الثامن : أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثا ، ولا يستبطئ الإجابة . التاسع : أن يفتتح الدعاء بذكر الله تعالى . قلت : وبالصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه ، ويختمه بذلك كله أيضا . العاشر : وهو أهمها والأصل في الإجابة ، وهو التوبة ، ورد المظالم ، والإقبال على الله تعالى . فصل : قال الغزالي : فإن قيل : فما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له ؟ . فاعلم أن من جملة القضاء : رد البلاء بالدعاء ، فالدعاء سبب لرد البلاء ووجود الرحمة ، كما أن الترس سبب لدفع السلاح ، والماء سبب لخروج النبات من الأرض ، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان ، فكذلك الدعاء والبلاء ، وليس من شرط الاعتراف بالقضاء أن لا يحمل السلاح ، وقد قال الله تعالى : ( وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ) [ النساء : 102 ] فقدر الله تعالى الأمر ، وقدر سببه . وفيه من الفوائد ما ذكرناه ، وهو حضور القلب والافتقار ، وهما نهاية العبادة والمعرفة ، والله أعلم . ( باب دعاء الإنسان وتوسله بصالح عمله إلى الله تعالى ) 1206 - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " حديث أصحاب الغار ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم النار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله تعالى بصالح أعمالكم . قال رجل منهم : اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا " [1] . وذكر تمام
[1] وهو حديث مشهور ، وفيه فضل العفاف أو الانكفاف عن المحرمات ، لا سيما بعد القدرة عليها والهم بفعلها ، ويترك ذلك لله تعالى خالصا ، وفي الحديث أيضا فضل بر الوالدين ، وفيه جواز الإجارة ، وفيه حسن العهد ، وأداء الأمانة ، والسماحة في المعالمة ، وفيه إثبات كرامات الأولياء ، وغير ذلك من الفوائد التي استنبطها العلماء .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 397