نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 398
الحديث الطويل فيهم ، وأن كل واحد منهم قال في صالح عمله : " اللهم إن كنت قد فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ، فانفرج في دعوة كل واحد شئ منها ، وانفرجت كلها عقب دعوة الثالث ، فخرجوا يمشون " . قلت : أغبق بضم الهمزة وكسر الباء : أي أسقي . وقد قال القاضي حسين من أصحابنا وغيره في صلاة الاستسقاء كلاما معناه : أنه يستحب لمن وقع في شدة أن يدعو بصالح عمله ، واستدلوا بهذا الحديث ، وقد يقال : في هذا شئ لان فيه نوعا من ترك الافتقار المطلق إلى الله تعالى ، ومطلوب الدعاء الافتقار ، ولكن ذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هذا الحديث ثناء عليهم ، فهو دليل على تصويبه ( صلى الله عليه وسلم ) فعلهم ، وبالله التوفيق . فصل : ومن أحسن ما جاء عن السلف في الدعاء ، ما حكي عن الأوزاعي رحمه الله تعالى قال : خرج الناس يستسقون ، فقام فيهم بلال بن سعد ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال : يا معشر من حضر : ألستم مقرين بالإساءة ؟ قالوا : بلى ، فقال : اللهم إنا سمعناك تقول : ( ما على المحسنين من سبيل ) [ التوبة : 91 ] وقد أقررنا بالإساءة ، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا ؟ اللهم اغفر لنا وارحمنا واسقنا ، فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا . وفي معنى هذا أنشدوا : أنا المذنب الخطاء والعفو واسع * ولو لم يكن ذنب لما وقع العفو ( باب رفع اليدين في الدعاء ثم مسح الوجه بهما ) 1207 - روينا في كتاب الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : " كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه [1] . 1208 - وروينا في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نحوه ، وفي إسناد كل واحد ضعف . وأما قول الحافظ عبد الحق رحمه الله تعالى : إن
[1] قال الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " : وله شواهد ، منها عند أبي داود من حديث ابن عباس ، وغيره ، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 398