responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 153


ومات ابن الإمام الشافعي رضي الله عنه فأنشد :
وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له * * رزية مال أو فراق حبيب قال أبو الحسن المدائني : مات الحسن والد عبيد الله بن الحسن ، وعبيد الله يومئذ قاضي البصرة وأميرها ، فكثر من يعزيه ، فذكروا ما يتبين به جزع الرجل من صبره ، فأجمعوا على أنه إذا ترك شيئا كان يصنعه فقد جزع .
قلت : والآثار في هذا الباب كثيرة ، وإنما ذكرت هذه الأحرف لئلا يخلو هذا الكتاب من الإشارة إلى طرف من ذلك ، والله أعلم .
[ فصل ] : في الإشارة إلى بعض ما جرى من الطواعين في الإسلام : والمقصود بذكره هنا التصبر والتأسي بغيره ، وأن مصيبة الإنسان قليلة بالنسبة إلى ما جرى على غيره . قال أبو الحسن المدائني : " كانت الطواعين المشهورة العظام في الإسلام خمسة :
طاعون شيرويه [1] بالمدائن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة ، ثم طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالشام ، مات فيه خمسة وعشرون ألفا ، ثم طاعون في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين مات في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا ، مات فيه لأنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة وثمانون ابنا ، وقيل : ثلاثة وسبعون ابنا ، ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا ، ثم طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين ، ثم طاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة في رجب ، واشتد في رمضان ، وكان يحصى في سكة المربد في كل يوم ألف جنازة ، ثم خف في شوال . وكان بالكوفة طاعون سنة خمسين ، وفيه توفي المغيرة بن شعبة . هذا آخر كلام المدائني . وذكر ابن قتيبة في كتابه " المعارف " عن الأصمعي في عدد الطواعين نحو هذا ، وفيه زيادة ونقص .
قال : وسمي طاعون الفتيات ، لأنه بدأ في العذارى بالبصرة ، وواسط ، والشام ، والكوفة ، ويقال له : طاعون الأشراف ، لما مات فيه من الأشراف . قال : ولم يقع بالمدينة ولا مكة طاعون قط .
وهذا الباب واسع ، وفيما ذكرته تنبيه على ما تركته ، وقد ذكرت هذا الفصل أبسط من هذا في أول " شرح صحيح مسلم " رحمه الله ، وبالله التوفيق .



[1] بكسر الشين المعجمة وإسكان الياء وضم الراء فواو ساكنة ثم ياء مفتوحة ثم هاء ، ويجوز فيه فتح الراء والواو وإسكان الهاء ، وعلى الأول أكثر المحدثين فرارا من لفظ " ويه " .

نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست