responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 7


ولعل سبب هذه الأدواء يرجع إلى انخرام عنصر التوجه وإحضار النية في جميع الأعمال ، ومنها كذلك ما نراه عند بعض الغيورين من التضخم في جانب على حساب جانب آخر ، فيلحظ الناقد من المربين اختلالا كبيرا في التكوين ، ويتحسس العلل الخفية القادحة فيهم ويرى الهزال والضمور والاضطراب في الأفكار والمواقف كنتيجة لهذا القصور والإخلال ، فكم من جرئ قضى شهيدا - عند الناس - ، وكم من سخي كريم أنفق ماله في وجوه البر - في نظر الناس - ، وكم من عالم محيط يبث العلم هنا وهناك - قد أعجب الناس به - وهم جميعا في آخر الامر أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والحديث ثابت في الصحيح [1] .
ومرد هذه العلة - كما ذكرنا العلة - كما ذكرنا - يعود إلى ضياع قاعدة الأعمال ، وأصلها الأصيل ، وهو التوجه إلى الله سبحانه في جميع النشاطات والتصرفات ويليها في الدرجة الدندنة حول فروع تضيع معها الفرائض ، وتنتهك باسمها المحارم وتستباح الحقوق .
وميدان الأخوة من الميادين المهمة التي تدل على توافر عنصر الإخلاص في الذين يرعون ذمارها ، ويفون بحقوقها ، ذلك أن الأخوة الإسلامية رباط مقدس ربط الله به أبناء هذا الدين ، فقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) [2] وقال سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) [3] وهذه الولاية في الله تعالى إنما هي وشيجة مجردة لا مطمع فيها ولا مطمح ، لا يحرص عليها ولا يتحمل تبعاتها ، ويخفض الجناح لأهلها إلا كل صالح نقي حريص على مرضاة ربه وطاعته ، ولذلك جعل الله تعالى المؤمنين المتنازلين عن حقوقهم لمن جار عليهم من إخوانهم بأي شكل من أشكال الجور من



[1] أخرجه مسلم في " الصحيح " كتاب الامارة : حديث رقم 152 ، وأحد في " المسند " 2 : 322 وغيرهما
[2] سورة الحجرات / 10
[3] سورة التوبة / 71
نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست