نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 48
تقدمت ترجمته في مشايخ ابن أبي الدنيا . وعليه فيكون سن ابن أبي الدنيا في الفترة التي ذكرها إبراهيم الحربي عشر سنوات أو أقل ، باعتبار أن ابن أبي الدنيا ولد سنة " 208 ه " ، وعفان اختلط أول سنة " 219 ه " وترك الأئمة السماع منه عند اختلاطه . وصبي في العاشرة من عمره حقه أن لا يشار إليه بالرواية عن شيخه ، وتركه آخر ، إلا إذا كان نابغة متفردا معروفا بتقدم السماع ، ولا أضن أن ابن أبي الدنيا قد بلغ ذاك وهو في هذه السن المبكرة . وأرى أن لتوجيه أبيه أثرا كبيرا في ميله إلى البرجلاني دون عفان لاهتمام أبيه بأحاديث الزهد والرقائق ، كما هو ظاهر من الأحاديث والروايات التي أوردها عنه في " كتاب الصمت " . إذ يستبعد على ابن أبي الدنيا وهو في مثل هذه السن المبكرة الاستقلالية في التوجيه ، وإمكانية التمييز بين الشيوخ . وعلى هذا فانتقاد إبراهيم الحربي لابن أبي الدنيا ضرب من المبالغة وتحميل الصبي فوق طاقه . بل إن انتقاده يحمل في ثناياه منقبة لابن أبي الدنيا للدلالة على أمرين نافعين : أولهما ، تبكيره في طلب العلم . وثانيهما : أنه كان معتبرا وملحوظا عند المحطين وعمره عشر سنين ، أو دون ذلك . وهاتان فائدتان عزيزتان لم أجدهما عند أحد ممن ترجمه . ورب ضارة نافعه . رحم الله علماء الأمة ، وأثابهم على حزمهم جزيل الثواب . وفى الختام أعود إلى ما قلته في بداية هذا الموضوع : إن بعض هذه المؤاخذات وإن كانت مبالغا فيها ، فإنها واردة على ابن أبي الدنيا ، وإنما كان نقدها محاولة لوضعها في إطارها الصحيح ، وإعطائها حجمها من غير تهويل أو تساهل . وعلى هذا فإن بعض ما قاله الذهبي في ابن أبي الدنيا صحيح ، فقد رأيت له أصلا من خلال دراستي لكتاب " الصمت " ولكنها شواهد نادرة جدا .
نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 48