نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 47
وابن أبي الدنيا وإن كان قليل الرحلة لظروف لم تسعفنا المصاد لمعرفتها فإنه استطاع بفضل توجيه المبكر من قبل أسرته ، وهمته العالية أن يعوض ذلك ، فجمع أبرز ما في الرحلة من فضل ، وهو غزارة العلم وعلو الإسناد . فأما تحصيله العلمي وتكوينه فيه ، فإنه كان من أوعيته ، وليس أدل عليه من هذه المصنفات التي وضعها في كل فن من فنون العلم ، وهذه الكثرة الكاثرة من المشايخ الذين سمع منهم ، وقد بلغ عددهم في " كتاب الصمت " وحده أكثر من مائتي شيخ ، وبهذا شهد له الأئمة ، قال القاضي إسماعيل بن إسحاق يوم مات ابن أبي الدنيا : " رحم الله ابن أبي الدنيا مات معه علم كثير " [1] وشهد له الذهبي بتوسعه في العلم والأخبار [2] . أما علو الإسناد ، فله في " كتاب الصمت " - فضلا عن غيره - أسانيد علاية - بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أنفس ، وقد وصف الذهبي بعض حديثه فقال : " حديثه في غاية العلو " [3] . 6 - قال الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي : " رحم الله أبا بكر بن أبي الدنيا ، كنا نمضي إلى عفان نسمع منه فنرى ابن أبي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني خلف شريجة ، يكتب عنه ويدع عفان " [4] . وعفان هذا هو ابن مسلم الصفار أبو عثمان البصري الحافظ الثبت من كبار المحدثين ، اختلط سنة 219 ه فأنكره الأئمة ، قال أبو خيثمة ويحيى بن معين " أنكرنا عفان في صفر لأيام خلون منه سنة تسع عشرة ومائتين " [5] . توفى سنة " 220 ه " أو قبلها . ومحمد بن الحسين البرجلاني ، حافظ فاضل صاحب زهد ورقائق ، وقد
[1] الخطيب - تاريخ بغداد : 10 / 90 ، ابن حجر - تهذيب التهذيب : 6 / 13 . [2] الذهبي - سير النبلاء : 13 / 400 . [3] الذهبي - تذكرة الحفاظ : 2 / 679 . [4] الخطيب - تاريخ بغداد : 10 / 90 وفيه " تكتب عنه وتدع عفان " ابن حجر - تهذيب التهذيب : 6 / 13 والنص له . [5] الذهبي - سير النبلاء : 10 / 254 ، وانظر ترجمته هناك فإنها حافلة .
نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 47