نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 32
مثل ابن سعد " [1] وقد أكثر ابن الجوزي النقل عنه في كتابه " المصباح المضئ في خلافة المستضئ " حتى بلغ ما نقله عنه خمسين موضعا [2] . وكذا سبقه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " وابن عساكر في " تاريخ دمشق " وابن كثير في " البداية و النهاية " وغيرهم [3] . وقد حكى الخطيب البغدادي حكاية طويلة جرت لابن أبي الدنيا مع الخليفة الموفق وابنه المكتفى ، تدل على تمكنه من علمه ، وطول باعه في التاريخ والأخبار ، وموجزها : أن المكتفى كان لا يحب الكتاب ويستثقله ، فلما وكل ابن أبي الدنيا بتأديبه أحبه وانشرح له ، فلما رأى الخليفة ذلك ، طلب رؤية ، قال ابن أبي الدنيا : " فأحضرت ، فقرب قربا من سريره . وابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا . قال : وابتدأت فقرأت عليه نوادر الاعراب ، قال : فضحك ضحكا كثيرا ، ثم قال : شهرتني ، شهرتني ، ثم أمر له الخليفة بخمسة عشر دينارا في كل شهر ، فكان يقبضها حتى مات [4] . وقد صنف ابن أبي الدنيا مصنفات جليلة في هذا الفن ، تدل على طول باعه فيه ، ووفرة علمه ، فألف في تراجم الأشراف ، والأولياء ، وأخبار قريش ، وأخبار الأعراب ، وتاريخ الخلفاء . كما ألف في السير ، ودلائل النبوة وأعلامها ، وأخبار الملوك . وأفراد مصنفات في الأعلام كل على حدة ، فوضع كتبا في أخبار أويس القرني ، وأخبار معاوية ، وأخبار الثوري ، وفضائل علي بن أبي طالب ، كما أفرد مصنفات في الأحداث الأليمة التي رزئت بها الأمة كمقتل عثمان ومقتل على ، والحسين وطلحة ، والزبير ، وابن الزبير ، وسعيد بن جبير ، وغير ذلك كثيرة [5] . حتى إن الخطيب البغدادي توسع في الاقتباس من ابن أبي الدنيا ، فقد