responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 60


والأمانة والاحسان وما إلى ذلك من أمهات الفضائل .
ولما كان القرآن الكريم مصونا بالتدوين والحفظ ، وأحاديث الرسول لم تدون فقد كان أشد ما يخشاه صلوات الله عليه أن يكذب أحد عليه وبخاصة بعد أن نرك حديثه بغير تدوين محفوظ ، وقد شدد في هذا الأمر تشديدا عظيما ، حتى جعل جزاءه القتل في الدنيا ، وعذاب النار في الآخرة .
روى البخاري [1] عن ربعي بن خراش قال : سمعت عليا يقول : قال النبي :
لا تكذبوا علي فإن من كذب علي فليلج النار . وقال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث . يؤيده رواية مسلم من طريق غندر عن شعبة بلفظ " يلج النار " .
وروى البخاري عن أنس وأبي هريرة بزيادة لفظ " معتمدا " ، وكذلك أتت أحاديث في غير البخاري بهذه الزيادة ، ولكن من حقق النظر ، وأبعد النجعة في مطارح البحث ، يجد أن الروايات الصحيحة التي جاءت عن كبار الصحابة ، ومنهم ثلاثة من الخلفاء الراشدين تدل على أن هذا الحديث لم تكن فيه تلك الكلمة " متعمدا " وكل ذي لب يستبعد أن يكون النبي قد نطق بها ، لمنافاة ذلك للعقل والخلق اللذين كان الرسول متصفا بالكمال فيهما . ذلك بأن الكذب " هو الإخبار بالشئ على خلاف ما هو عليه سواء أكان عمدا أم خطأ " ، ولعل هذه اللفظة قد تسللت إلى هذا الحديث من طريق " الادراج " المعروف عند العلماء ليسوغ بها الذين يضعون الحديث على رسول الله حسبة من غير عمد ، كما كان يفعل الصالحون من المؤمنين ويقولون " نحن نكذب له لا عليه " ! أو يتكئ عليها الرواة فيما يروونه عن غيرهم على سبيل الخطأ ، أو الوهم أو سوء الفهم ، لكي لا يكون عليهم حرج في ذلك لأن المخطئ غير مأثوم - ومن أجل ذلك وضع هؤلاء الرواة قاعدتهم المشهورة : " إنما الكذب على من تعمده " .



[1] أخرج هذا الحديث كذلك مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارقطني والحاكم في المدخل .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست