responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 52


" ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه " وفي وراية : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " .
وهذا الحديث من أغرب ما قذفته الرواية في سيلها ! لأن النبي إذا كان قد أوتي مثل " الكتاب " أو " مثل القرآن " فمعنى ذلك أنه قد أوتي ذلك ليكون تماما على القرآن وإكمالا له لبيان دينه وشريعته - وإذا كان الأمر كذلك فلم لم يعن النبي بكتابة هذا " المثل " في حياته ، عندما تلقاه عن ربه ، كما عني بكتابة القرآن ؟ ولم لم يجعل له كتابا يقيدونه عند نزوله ، كما جعل للقرآن كتابا ؟ ولم اقتصر في النهي عن كتابة غير القرآن وأغفل هذا المثل فقال : " لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن " ولم يقل - وغير ما أوتيته معه وهو " مثله ! ! " .
وهنا يجوز لسائل أن يسأل :
هل يصح أن يدع النبي نصف ما أوحاه الله إليه يغدو بين الأذهان بغير قيد ، يمسكه هذا ، وينساه ذاك ، ويتزيد فيه ذلك ! مما يصيب غير المدون في كتاب محفوظ ؟ وهل يكون الرسول بعمله هذا قد بلغ الرسالة على وجهها ، وأدى الأمانة كاملة إلى أهلها ! ! وأين كان هذا الحديث عندما قال النبي في مرضه الأخير الذي انقلب بعده إلى ربه ، وبعد أن نزلت الآية : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا " : إني والله ما تمسكوا علي بشئ ، إني لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن [1] ، ثم أين كان هذا الحديث عندما قال أبو بكر للناس : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه !
وعندما قال عمر عندما طلب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يحتضر أن يكتب للناس كتابا لن يضلوا بعده : حسبنا كتاب الله !
ولم لم يشفق عمر من ضياع هذا " المثل " ، وهو بزعمهم نصف ما أوحى الله به إلى النبي ، فيذكره لأبي بكر عندما فزع إليه في أن يجمع القرآن ويكتبه بعد وقعة اليمامة ؟ !
ثم أين كان هذا المثل عندما أجابت عائشة في خلق النبي ، إذ كان عليها أن تقول كان خلقه القرآن ومثله معه ؟ ولكنها اكتفت بقولها : كان خلقه القرآن !



[1] ص 332 ج‌ 4 سيرة ابن هشام .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست