responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 345


إلا في محل قد تبين الحق فيه . وقد تمم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهى رسول الله عن مظان الخلاف ، وحذر منها كالجدل في القدر . وقال تعالى : " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " ، وقال رسول الله : " اتركوني ما تركتكم " ، وكمل الله سبحانه الدين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فلم يبق شئ يقربنا إلى الجنة إلا بينه لنا ، ولا شئ يقربنا إلى النار إلا بينه ، وما عفا الله عنه وسكت عنه رسوله ، فلا يريد الله أن نبحث عنه بمجرد عقولنا القاصرة ، فإنها إنما جعلت الدنيا في قدر محدود في علمه سبحانه ، وجاءت الرسل بتتميم ما تتم به النعمة ، وتؤكد الحجة ، فما عدا ذلك فضول يخاف ضرره ولا يرجى نفعه ، وقد قام بمراد الله في ذلك خير القرون فكانوا يحاذرون الاختلاف أشد المحاذرة وما فرط منهم تلافوه أشد التلافي ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ، كما كان من طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم ، ولقد صبر من بقي من الصحابة بعد خلافة النبوة على أمراء الجور أشد الصبر ، إلى أن ظهرت البدع بسبب التنقير عما سكت الله عنه ورسوله ، ولو كان لهم من ذلك خير لوقفهم الله على تلك المطالب على لسان رسوله ولم يتركهم يتخبطون . ثم حدثت بين المسلمين أنفسهم نوادر كالكلام في القدر ومسألة خلق القرآن والتعرض لما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ، واتصل بذلك المناظرة عند الملوك والأمراء وصارت عصبية ، والدعوى من الجانبين أن ذلك تدين ، وما هو إلا أنهم لما تعدوا طورهم ولم يقفوا على حدهم ، الذي وقفهم الله ورسوله صلى الله وسلم عليه ، تركهم الله وشأنهم ولبسهم شيعا ، وأذاق بعضهم بأس بعض ، فكان خليفة يوافق هؤلاء فيذيق مخالفيهم العذاب الأليم ، ويخلفه الآخر وينقض ما فعله الأول وينكل بهؤلاء ، ويوطئ شأن هؤلاء ، حتى استحكم الشر وصار الناس شيعا .
تجد أحدهم ينتقل من مذهب إلى آخر بسبب شيخ ، أو دولة أو غير ذلك من الأسباب الدنيوية والعصبية الطبيعية . كما رووا أن ابن عبد الحكم أراد مجلس الشافعي بعد موته فقيل له ، قال الشافعي : الربيع أحق بمجلسي ، فغضب وتمذهب لمالك وصنف كتابا سماه : الرد على محمد بن إدريس فيما خالف فيه الكتاب والسنة . وهكذا ذكره ابن السبكي ، وقد علم الله سبحانه والراسخون في العلم أن الحق لم يكن برمته عند فرقة ، والباطل عند البواقي ، ولكن الحق والحمد الله

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست