responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 269


كانت الأمة تتلقاها بالرضا والتسليم ، كما تلقت من قبلها آيات القرآن الحكيم ، ويأخذها الخلف عن السلف بألفاظها ومعانيها ولا يخالف أحد من المسلمين وغير المسلمين فيها ، ثم تسير الأمة على نورها وتهتدي بهديها ، من غير تمذهب ولا تفرق كما هو الأصل في الدين الذي يقول كتابه " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا - إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ " ، ولكن الناس هم الناس في كل عصر ، والبشر لهم طباع لا تتغير ، وغرائز لا تتبدل ، وأهواء لا تتحول ، وما كان الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم من التابعين بدعا من الناس ولا هم بالمعصومين [1] ، سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا .
وبحسبك أن تعرف أنه ما كاد الرسول صلوات الله عليه ينتقل إلى الرفيق الأعلى ، حتى ذر قرن الخلاف بين أصحابه حتى قبل دفن جثمانه الطاهر ثم ارتد كثير ممن صحب النبي ، ولولا حزم أبي بكر وصرامة عمر ومن عاونهما من خيار الصحابة وصالحيهم لاندك صرح الإسلام وهو في المهد .
ومن أجل ذلك كان كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعلي لا يصدقون من يروي لهم من الصحابة - حتى من كبارهم - حديثا إلا إذا جاء بشهيد يشهد معه أنه قد سمعه من النبي ، أو يحلف أنه تلقاه عنه ، ولو كانوا كلهم مبرئين من الخطأ والكذب كما قالوا عنهم لقبلت رواية كل من يروي منهم في عهد هؤلاء الخلفاء الكبار ، والدين في عنفوانه والأعلام ظاهرة - بغير شاهد أو يمين ، وبخاصة أنهم كانوا هم الناس الذين تلقوا الدين مشافهة عن نبيهم - ولا يزال نور النبوة يشرق في قلوبهم .
إن الذي يريد أن يدرس تاريخ الإسلام على حقه إنما يجب عليه أن يحيط علما بما كان عليه العرب قبل الإسلام عامة وبخاصة بين بني هاشم وبين بني أمية في الجاهلية [2] ثم في الإسلام . وبما شجر بين الصحابة منذ عهد عثمان والحروب التي وقعت بين علي رضي الله عنه وبين معاوية ، وجنودهما أكثرهم من الصحابة ، وما كان



[1] راجع فصل عدالة الصحابة من هذا الكتاب
[2] ارجع إلى كتاب النزاع والتخاصم فيما بين نبي أمية وبني هاشم للمقريزي . وإلى كتابنا " شيخ المضيرة " لكي تعرف قامت دولة بني أمية .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست