responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 264


التدوين في العصر العباسي وقال السكندري :
هب العلماء في العصر العباسي إلى تهذيب ما كتب في الصحف وتدوين ما حفظ في الصدور ، ورتبوه وبوبوه وصنفوه كتبا ، وكان من أقوى الأسباب في إقبال العلماء على التصنيف في هذا العصر حث الخليفة أبي جعفر المنصور [1] عليه وحمله الأئمة الفقهاء على جمع الحديث ، والفقه ، وأنه قد بذل - على بخله - في هذا السبيل أموالا طائلة ، وذكروا أن عنايته بالعلم لم تقف عند تعضيد العلوم الإسلامية ، بل إنه حمل العلماء والمترجمين من السريان والفرس أن ينقلوا إلى العربية من الفارسية واليونانية علوم الطب والسياسة والحكمة والفلك والتنجيم والآداب والمنطق وغيرها [2] . فكان بذلك أول حاكم ترجمت له الكتب من اللغات الأخرى إلى العربية ، على أن عنايته بالحديث وجمعه وتدوينه كانت فائقة ، حتى لقد قيل له :
هل بقي من لذات الدنيا شئ لم تنله ؟ فقال : بقيت خصلة ، أن أقعد في مصطبة وحولي أصحاب الحديث . وهو الذي أشار على مالك بن أنس أن يضع كتاب " الموطأ " في بعض الروايات .
وقال الصولي : كان المنصور أعلم الناس بالحديث والأنساب .
ولا عجب في أن يكثر رجال الحديث في عهد المنصور ولا في أن يشتد العلماء في طلب آثار الرسول وفي أن يرغبوا في جمعها وتدوينها ، وقد قال عمر بن عبد العزيز إن السلطان بمنزلة السوق يجلب إليها ما ينفق فيها ، فإن كان برا أتوه ببرهم ، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم [3] ، قال ابن تغرى بردى في حوادث 143 ما يلي :
قال الذهبي : وفي هذا العصر ( سنة 143 ه‌ ) شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث



[1] كان أبو جعفر أول خليفة ترجمت له الكتب السريانية والأعجمية بالعربية ، وأول من أوقع الفرقة بين بني العباس والعلويين ، بعد أن كان أمرهم واحدا - تولى سنة 136 ه‌ ومات سنة 158 ه‌ .
[2] ص 72 من كتاب تاريخ آداب اللغة العربية للسكندري .
[3] هناك رواية أخرى ، أن أبا حازم الأعرج قال لسليمان بن عبد الملك : إنما السلطان سوق فما ينفق عنده حمل إليه .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست