responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 255


المتكلمون في ذلك ، فقال بعضهم : إن هذا الخبر وإن كان مخرجا في الصحيحين ، غير صحيح ، لاقتضائه أن الآيات الثلاث المذكورة قد ثبتت بغير طريق التواتر ، وهو خلاف ما يقتضيه الدليل المذكور ، وقال بعضهم : ليس في الخبر المذكور ما يقتضي ثبوت الآيات المذكورة بغير طريق التواتر ، لاحتمال أن يكون زيد قد أراد بقوله : لم أجدها مع غير فلان : لم أجدها مكتوبة عند غيره ، وهو لا يقتضي أنه لم يجدها محفوظة عند غيره . . وقال بعضهم : إن الدليل المذكور إنما يتقضى كون القرآن قد نقل على وجه يفيد العلم - وإفادة العلم قد تكون بغير طريق التواتر ، فإن في أخبار الآحاد ما يفيد العلم ، وهي الأخبار التي احتفت بها قرائن توجب ذلك - وعلى هذا فنحن لا نستبعد أن يكون في القرآن ما نقل على هذا الوجه ، وذلك كالآيات الثلاث المذكورة ، إذ المطلوب حصول العلم على أي وجه كان ، وقد حصل بهذا الوجه .
وهذا القول في غاية القوة والمتانة ، ولا يرد عليه شئ مما يرد على من أفرط في هذا الأمر أو فرط عليه .
المشكل الثالث :
روى البخاري عن قتادة أنه قال : سألت أنس بن مالك ، من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : أربعة كلهم من الأنصار ، أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، قلت : من أبو زيد ؟ قال :
أحد عمومتي ، وروى من طريق ثابت عن أنس أنه قال : مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة ، أبو الدرداء ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد .
وفيه مخالفة لحديث قتادة من وجهين : التصريح بصيغة الحصر في الأربعة ، والآخر ذكر أبا الدرداء بدل أبي بن كعب ، وقد استنكر جماعة من الأئمة الحصر في الأربعة . وقال المازري : لا يلزم من قول أنس لم يجمعه غيرهم ، أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك ، لأن التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه ، وإلا فكيف الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد ، وهذا لا يتم إلا إن كان لقى كل واحد منهم على انفراده ، وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست