مصطفى صادق الرافعي [1] - " أول راوية اتهم في الإسلام " .
ولما قالت له عائشة : إنك لتحدث حديثا ما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم أجابها بجواب لا أدب فيه ولا وقار ، إذ قال لها - كما رواه ابن سعد والبخاري وابن كثير وغيرهم : شغلك عنه صلى الله عليه وسلم المرآة والمكحلة ! وفي رواية - ما كانت تشغلني عنه المكحلة والخضاب ، ولكن أرى ذلك شغلك ! !
على أنه لم يلبث أن عاد فشهد بأنها أعلم منه ، وأن المرآة والمكحلة لم يشغلاها ، ذلك أنه لما روى حديث " من أصبح جنبا فلا صوم عليه " أنكرت عليه عائشة هذا الحديث فقالت : إن رسول الله كان يدركه الفجر وهو جنب من غير احتلام فيغتسل ويصوم ، وبعثت إليه بأن لا يحدث بهذا الحديث عن رسول الله ، فلم يسعه إزاء ذلك إلا الإذعان . وقال : إنها أعلم مني ، وأنا لم أسمعه من النبي ، وإنما سمعته من الفضل بن العباس - فاستشهد ميتا وأوهم الناس أنه سمع الحديث من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كما قال [2] ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث .
وكان علي رضي الله عنه سيئ الرأي فيه ، وقال عنه ألا إنه أكذب الناس - أو قال : أكذب الأحياء على رسول لأبو هريرة . ولما سمع أنه يقول : حدثني خليلي ! قال له : متى كان النبي خليلك ؟ ولما روى حديث : متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الإناء ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده - لم تأخذ به عائشة وقالت : كيف نصنع بالمهراس [3] .
ولما سمع الزبير أحاديثه قال : صدق ، كذب [4] .