responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 170


اليد اليهودية في تفضيل الشام ذكرنا لك من قبل [1] أن إشادة كهان اليهود إلى أن ملك النبي سيكون بالشام إنما هو الأمر خبئ في أنفسهم ، ونبين هنا أن الشام ما كان لينال من الإشادة بذكره ، والثناء عليه ، إلا لقيام دولة بني أمية فيه ، تلك الدولة التي قلبت الحكم من خلافة عادلة إلى ملك عضوض ، والتي تحت كنفها وفي أيامها نشأت الفرق الإسلامية التي فتت في عضد الدولة الإسلامية ومزقتها تمزيقا واستفاض فيها وضع الحديث ، فكان جديرا بكهنة اليهود أن ينتهزوا هذه الفرصة وينفخوا في نار الفتنة ، ويمدوها بجيوش الأكاذيب والكيد وكان من هذه الأكاذيب أن بالغوا في مدح الشام وأهله ، وأن الخير كل الخير فيه ، والشر كل الشر في غيره .
وعلى أنه قد مر بك ذرو مما قاله هؤلاء الكهنة في أن ملك النبي سيكون بالشام ، وأن معاوية قد زعم أن رسول قد قال له إنه سيلي الخلافة من بعده .
وطلب منه أن يختار الأرض المقدسة التي فيها الأبدال ، فإنا نكشف هنا عن جانب آخر من كيد الدهاء اليهودي للمسلمين ودينهم وملكهم ، ذلك أنهم لم يكتفوا بما قالوه في الشام مما أتينا على بعضه من قبل ، بل زادوا على ذلك بأن جعلوا الطائفة الظاهرة على الحق تكون في الشام كذلك ، وحتى نزول عيسى الذي قالوا عنه سيكون بأرضه . . .
فقد جاء في الصحيحين : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، روى البخاري هم بالشام [2] .
وفي مسلم عن أبي هريرة أن النبي قال : لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . قال أحمد وغيره : هم أهل الشام .
ولما فتحت بلاد الأندلس جعلوها هذا الغرب المقصود ، في الحديث وأطلقوا



[1] ص 151 .
[2] في رواية أبي أمامة الباهلي أنهم لما سألوا النبي قال : بيت المقدس وأكناف بيت المقدس . ص 333 ج‌ 1 نهاية الإرب .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست