يتوسع . قال ابن كثير [1] : " لما أسلم كعب في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه ، فر بما استمع له عمر ، فترخص الناس في استماع ما عنده ، ونقلوا ما عنده من غث وسمين " .
ولكن لم يلبث عمر أن فطن لكيده وتبين له سوء دخلته ، فنهاه عن الحديث ، وتوعده إن لم يترك الحديث عن الأول أو ليلحقنه بأرض القردة [2] .
وعلى أن عمر قد ظل يترقب هذا الداهية بحزمه وحكمته ، وينفذ إلى أغراضه الخبيثة بنور بصيرته ، كما ترى في قصة الصخرة - فإن شدة دهاء هذا اليهودي قد تغلبت على فطنة عمر وسلامة نيته ، فظل يعمل بكيده في السر والعلن ، حتى انتهى الأمر بقتل عمر ، وتدل القرائن كلها على أن هذا القتل كان بمؤامرة من جمعية سرية ، وكان هذا الدهي من أكبر أعضائها وعلى رأسها الهرمزان [3] ملك الخوزستان الذي كان قد جيئ به إلى المدينة أسيرا ، وعهدوا بتنفيذها إلى أبي لؤلؤة الأعجمي .
قتل عمر ويد كعب فيه ذكر المسور بن مخرمة [4] أن عمر لما انصرف إلى منزله بعد أن أوعده أبو لؤلؤة جاء كعب الأحبار [5] فقال : يا أمير المؤمنين " أعهد " فإنك ميت في ثلاث ليال ،