responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 143


سمع الحديث عرف مخرجه من أين ، وإن لم يتكلم فيه الحفاظ وأهل النقد .
فمن كانت أعماله خالصة لله موافقة للسنة ، ميز بين الأشياء كذبها وصدقها . .
والله سبحانه وتعالى يلهم الصادق الذكي معرفة الصدق من الكذب ، كما في الحديث :
" الصدق طمأنينة والكذب ريبة " وقال لوابصة : " استفت قلبك " ، وقد ترك النبي أمته على البيضاء ليلها كنهارها . . وكلام الرسول ولا ريب عليه جلالة وفيه فحولة ليست لغيره من الناس . .
وقال ابن تيمية : القلب المعمور بالتقوى إذا رجح بمجرد رأيه فهو ترجيح شرعي . . . فمتى ما وقع عنده ، وحصل في قلبه ما يظن معه أن هذا الأمر ، أو هذا الكلام أرضى لله ورسوله ، كان ترجيحا بدليل شرعي - والذين أنكروا كون الإلهام ليس طريقا إلى الحقائق مطلقا ، أخطأوا . فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه ، كان ترجيحه لما رجح أقوى من أدلة كثيرة ضعيفة ، فإلهام هذا دليل في حقه وهو أقوى من كثير من الأقيسة الضعيفة والموهومة ، والظواهر والاستصحابات الكثيرة التي يحتج بها كثير من الخائضين في المذاهب والخلاف وأصول الفقه .
وقال عمر : " الحق أبلج لا يخفى عن فطن " ، وقال حذيفة بن اليمان : " إن في قلب المؤمن سراجا يزهر " ، وكلما قوي الإيمان في القلب قوي انكشاف الأمور له وعرف حقائقها من بواطلها ، وكلما ضعف الإيمان ضعف الكشف ، وذلك مثل السراج القوي والسراج الضعيف في البيت المظلم . . وفي الصحيح عن النبي " قد كان في الأمم قبلكم محدثون ، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر " والمحدث هو الملهم المخاطب في سره ، وقد كان أبو سليمان الداراني يسمى أحمد بن عاصم الأنطاكي " جاسوس القلب " لحدة فراسته . . ا ه‌ ما قلناه ملخصا من هذين الفصلين [1] .
ومما يجب أن يكون من موازين الحديث الصحيح ألا يمجه الذوق السليم مثل حديث " الذباب " ، وألا يخالف أغراض الإسلام العليا التي ترمي إلى سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة .



[1] ص 147 - 155 باختصار .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست