responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 134


وجعلوه حديثا مرفوعا كما وضعوا أحاديث أخرى للأمصار المشهورة من مدح وذم - روى ابن عساكر أن كعب الأحبار [1] قال : الأبدال ثلاثون . وقال أيضا الأبدال بالشام والنجباء بالكوفة ، ثم ذكر كثيرا من هذه الأقوال عن أهل ذلك العصر في الأبدال والنجباء النقباء والأخيار . ولفظ الأبدال أشهر هذه الألفاظ ولم يكن الناس يفهمون في القرن الثاني والثالث من هذا اللفظ ما ادعاه الصوفية بعد ، بل قال الإمام أحمد " إن الأبدال هم أهل الحديث " .
وأما ما في هذه الروايات من أن الله تعالى ينصر أهل الشام ويرزقهم بالأبدال فهو من علل متونها ، ودلائل وضعها فالله تعالى قد جعل للنصر أسبابا تعرف من كتابه ومن سننه في خلقه ، وقد أخل أفضل الأمم بقيادة أفضل الرسل ( عليهم السلام ) ببعض أسبابه في غزوة أحد فانكسروا بعد انتصار ، وظهر المشركون عليهم ، ولما استغربوا ذلك أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم ما بين له ذلك فقال ( أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم : أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم . . . ) ومن هذه الأسباب الاجتماعية ، ما بينه تعالى بقوله ( إن تنصروا الله ينصركم ) وقوله ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ومن أسبابه الحسية ما أمر به بقوله :
( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ومن أسبابه الروحية المعنوية قوله تعالى : ( إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ) الآية .
وبعد أن بين ما كان عليه أهل الشام في سنة 1927 [2] من البؤس وضيق الرزق ، والجيوش الفرنسية تدمر بلادهم ، وكثيرون منهم يهلكون جوعا وعريا قال : فأين الأبدال وأسرارهم ؟ ! واختتم كلامه رضي الله عنه بقوله : " إن هذه الروايات قد أفسدت بأس الأمة الإسلامية وصار المتصوفة وأهل الطريق المتمسكون بها فتنة لنابتة المسلمين ينفرون أولي الاستقلال العقلي والعلوم العصرية من الإسلام ،



[1] في كل واد أثر من ثعلبة .
[2] السنة التي كتبت فيها هذه الفتوى .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست