الجماعة قد انصدع ، وانفصمت عرى الوحدة بينهم ، وتفرقت بهم المذاهب في الخلافة ، وأخذت الأحزاب في تأييد آرائهم ، كل ينصر رأيه على رأي خصمه ، بالقول والعمل ، وكانت نشأة الاختراع في الرواية والتأويل ، وغلا كل قبيل فافترق الناس . . . إلخ [1] .
الحديث الموضوع والحديث الموضوع هو المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) زورا وبهتانا سواء أكان ذلك عمدا أم خطأ .
ووضع الحديث على رسول الله كان - كما قال أحد الأئمة - أشد خطرا على الدين وأنكى ضررا بالمسلمين من تعصب أهل المشرقين والمغربين . وإن تفرق المسلمين إلى شيع وفرق ومذاهب ونحل لهو أثر من آثار الوضع في الدين .
وقال المرتضى اليماني في كتابه " إيثار الحق " : إن معظم ابتداع المبتدعين من أهل الإسلام إنما يرجع إلى هذين الأمرين الواضح بطلانهما وهما : الزيادة في الدين والنقص منه ، ومن أنواع الزيادة في الدين - الكذب عليه .
وقال النووي في شرح مسلم نقلا عن القاضي عياض :
الكاذبون ضربان : أحدهما - ضرب عرفوا بالكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أنواع : منهم من يضع ما لم يقله رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أصلا كالزنادقة وأشباههم ممن لم يرج لله وقارا إما حسبة بزعمهم وتدينا كجهلة المتعبدين [2] الذين وضعوا الأحاديث في الفضائل والرغائب ، وإما إغرابا وسمعة كفسقة المحدثين ، وإما تعصبا واحتجاجا كدعاة المبتدعة ومتعصبي المذاهب ، وإما إشباعا لهوى أهل الدنيا فيما أرادوه ، وطلب الفوز لهم فيما أتوه [3] . ومنهم من