إلى أن كان تدوين الحديث واستمر الحديث بعد الطبقة التي كان منها صغار الصحابة وكبار التابعين - كطبقة ابن عباس ، على ما يعترض فيه من عوارض السهو والاغفال ، وما يدخل عليه من الشبه والتأويلات - وعلى أن بعض الثقات ربما أخذه عن غير الثقة حتى كانت خلافة عمر بن عبد العزيز [1] . . . فخشى تزيد الناس وشيوع الكذب إذا قل الصحيح ، وكانت قد فشت في زمنه أشياء مما يتعمد فيه الكذب لغير مصلحة يتأول عليها ، كالأحاديث التي كان يكذب فيها عكرمة مولى ابن عباس [2] وبرد مولى سعيد بن المسيب [3] وغيرهما - خشي عمر عاقبة ذلك وما أشبهه فكتب إلى أبي بكر بن حزم نائبه في الإمرة والقضاء على المدينة [4] أن انظر ما كان من حديث رسول الله فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء .
وكان هذا أول البدء في تدوين الحديث وجمعه ولم يكن الحديث يدون قبل ذلك [5] . . . إلخ ونختم هذا البحث بذكر علة خطيرة من علل الرواية .
علة خطيرة من علل الرواية كيف كانت رواياتهم كان لرواية الحديث عن رسول الله - بعد نهي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن كتابته علل كثيرة ، منها أنه كان لا يروى عند سماعه ، ومن أجل ذلك اضطر