* ( بين يدي الكتاب ) * في البدء نقول :
منذ أن صار للإسلام دولة بين دول الأرض ، وصار له راية ترفرف على أرضه من مشارقها إلى مغاربها ، وأعداء الدين الإسلامي يعملون بجد ودأب على محلولة تقويض أركان هذه الدولة وبحق لقد استطاعوا الوصول إلى كثير من مآربهم ، والحصول على العديد مما يشتهون ، لقد نجحت محاولاتهم في تفتيت الدولة الإسلامية إلا دويلات صغيرة ، متفرقة ، لا تبحث إلا عن شؤونها ، ولا تعرف .
إلا أهدافها الذاتية .
ولكن مع هذا الحال بقيت اللغة العربية ممثلة في كتاب الله عز وجل ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، صامدة في وجه هذه الهجمات ، قوية .
ونستطيع أن نقول إن العامل الأول في حفظ اللغة العربية ، هو وجود كتاب الله الكريم ، حيث إن الكتاب محفوظ من قبل الله ، كما قال جل شأنه : * ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) * .
ولما سبق من نتيجة بقيت السنة النبوية معرضة للدس والإفساد ، ولكن وقف علماء الإسلام بالمرصاد لأهل الأهواء ، وتنوعت طرق المحافظة على السنة النبوية كما خرجت من فمه الشريفة صلى الله عليه وسلم .
فمن العلماء من صنف المصنفات التي لا تشتمل إلا على ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كصحيح البخاري ومسلم .
ومنهم من ألف في الأحاديث الموضوعة والضعيفة ، والتحذير