وعن الثوري قال : كان طاووس يتشيّع ، ويبدو من الذهبي عدم موافقته على ذلك فقال : إن كان فيه تشيع فهو يسير لا يضر إن شاء الله .
( أقول ) : لعل منشأ ذلك روايته عن ابن عباس حديث : سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت رجلين يغنيان وهما يقولان :
ولا يزال حواري يلوح عظامه * زوى الحربُ عنه أن يُجَنَّ فيقبرا فسأل عنهما فقيل : معاوية وعمرو بن العاص ، فقال : ( ( اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ، ودعّهما إلى النار دعّاً ) ) [1] .
أو قول طاووس : ( عجبت لإخوتنا من أهل العراق يُسمّون الحجّاج مؤمناً ) .
قال الذهبي : يشير إلى المرجئة منهم الذين يقولون : هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبّه الصحابة [2] .
وله حديث مع هشام بن عبد الملك بمكة المكرمة ينبئ عن جرأة إيمان وصدق لسان ، وقد ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين [3] .
54 - الطبري : هو محمّد بن جرير بن يزيد المحدّث الفقيه المؤرّخ ، علاّمة وقته ووحيد زمانه ، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ، صاحب المصنفات الكثيرة منها : التفسير الكبير الذي قال فيه أبو حامد أحمد بن