العقيدة ، وقد بلغ من نصبه أنّه كان يحلف بالله : لقد دخل عليُّ حفرته وما حفظ القرآن [1] .
قال الصاحبي في فقه اللغة : وهذا كلام شنيع جداً فيمن يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني فما من آية إلاّ أعلم بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل [2] .
وروى السلامي عن عبد خير عن عليّ : أنّه رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأقسم أن لا يضع على ظهره رداءاً حتى يجمع القرآن ، قال : فجلس في بيته حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جُمع فيه القرآن ، جَمَعه من قلبه ، وكان عند آل جعفر .
فالرجل مع ما ذكرناه من حاله وفعاله كان كاذباً في أقواله ، وهو القائل : ( لم يشهد الجمل من الصحابة إلاّ أربعة ، فإن جاؤوا بخامس فأنا كذّاب : عليّ وعمّار وطلحة والزبير ) كما في الفصول المختارة ، في حين أنّا إذا رجعنا إلى كتب التاريخ نجد أنّ الصحابة الذين جاؤوا مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كانوا بالمئات .
قال المسعودي في مروج الذهب : وسار عليّ من المدينة . . . في سبعمائة راكب ، منهم أربعمائة من المهاجرين والأنصار ، منهم سبعون بدرياً ، وباقيهم من الصحابة [3] .