وذكر أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن سليمان ، قال : وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبد الملك بن مروان لابنه الوليد حين ولاّه العهد ، فأبى سعيد أن يزوّجه ، فلم يزل عبد الملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد ، وصبّ عليه جرّة ماء ، وألبسه جبة صوف [1] .
فالرجل كان في سلوكه محتاطاً لدينه ، فلم يضلع مع الحاكمين .
قال فيه عليّ بن المديني - شيخ البخاري - : لا أعلم أحداً في التابعين أوسع علماً من سعيد بن المسيب ، وإذا قال سعيد : ( مضت السنة ) فحسبك به ، قال : وهو عندي أجل التابعين .
قال أحمد بن عبد الله : كان سعيد فقيهاً صالحاً لا يأخذ العطاء ، له بضاعة أربعمائة يتجر فيها بالزيت ، توفي سنة 93 أو 94 ه ، وهي سنة موت الفقهاء ، لكثرة من مات فيها من الفقهاء [2] .
46 - سفيان الثوري : هو سفيان بن سعيد بن مسروق الكوفي ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال : - بعد عدّ جمع من مشايخه ومن روى عنه - انّه كان إماماً من أئمّة المسلمين ، وعلماً من أعلام الدين ، مجمعاً على إمامته بحيث يستغنى عن تزكيته مع الإتقان والحفظ والمعرفة والضبط والورع والزهد .
وقال الثوري : وددت أنّي نجوت من العلم لا علي ولا لي وما من عمل أنا أخوف عليّ منه يعني الحديث .