أقول : ومن الغريب في ذلك ذكر التاريخ ، فانّ ابن إدريس توفي سنة 598 ، وهذا الكاتب فرغ من كتابته سنة 750 أي بعد وفاة ابن إدريس بأكثر من مائة وخمسين سنة فلاحظ ، وأظن - وظن الألمعي يقين - أنّ الصحيفة المشار إليها هي نسخة غريب القرآن للسجستاني التي كتبها المصنّف بخطه ، وقرأها على أستاذه عميد الرؤساء المتوفى سنة 609 ، فكتب له إجازة بخطه على ظهرها : قرأ عليَّ كتاب تفسير غريب القرآن لأبي بكر محمّد بن عزيز السجستاني النحوي أجمع الرئيس الأجل الفقيه العالم أبو عبد الله محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس . . . وكتب هبة الله . . . في شهر رمضان المبارك من سنة سبعين وخمسمائة . . . .
ووقع التحريف - سهواً - في التاريخ ، فبدل أن يكون خمسمائة وسبعين كتب سبعمائة وخمسين ، ومهما يكن أمر تلك الصحيفة فانّا لسنا بحاجة ماسة إليها في التماس الصحيح في نسبه بعد ما كتبه أستاذه المشار إليه ، ويؤيّد ذلك ما جاء في هامش تكملة الرجال حكاية عمّا ورد في آخر نسخة من أمالي الشيخ الطوسي رحمه الله ما نصّه [1] :
كتبت من نسخة كتب في آخرها : كتب من نسخة كتبت بيد الشيخ أبي عليّ بن أبي محمّد ابن أحمد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي الحلي أخي الشيخ محمّد بن إدريس رحمة الله عليه قال : وكتب في حاشيته : صورة ما في الأصل . تم كتاب الأمالي وهو ثمانية عشر جزءاً آخر نهار الجمعة ثاني شوال سنة ثماني عشر وستمائة والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله الطاهرين وسلم تسليماً ، كتبه عليّ بن أبي محمّد بن أحمد بن منصور بن أحمد بن إدريس العجلي حامداً مصلياً اه .