موضوعاً ، ومروراً به تحقيقاً ، وختاماً به إخراجاً . ونبدأ أوّلا بتعلّق ابن إدريس بالشيخ الطوسي وتعليقه من كتاب التبيان .
تعلّق ابن إدريس بالطوسي وتعليقه من كتاب التبيان :
يبدو أنّ ابن إدريس كان معجباً بكتاب التبيان إلى حدّ كبير ، مما جعله منشدّاً إليه بحيث أسره ذلك فأدّى إلى اختصاره والتعليق منه في كتاب خاص ، وهذا ما دلّ على إعجابه من خلال عمله ذلك ، ولم أقف فيه على أيّ مناقشة له أو إيراد أو إشكال على ما فيه ، بل حتى رجع إليه في كتابه السرائر في موارد عديدة مستنداً إليه معتمداً عليه في تقوية ما ذهب إليه ، ولم يعترض عليه في شيء ، وليس مناقشاً بل مستدلاً به في نقده لبعض آراء الشيخ الطوسي في بقية كتبه الأخرى ، إذ كان يعتبر التبيان آخر مصنفات الشيخ ( ، ويرى بلوغه فيه منتهى ما يمكن أن يميّزه على باقي مؤلّفاته من حيث الإحاطة العلمية ، وكمال النضج العلمي ، وإلى القارئ نماذج من تلك الموارد التي استدلّ بها ابن إدريس في كتابه السرائر آخذاً لها من التبيان :
1 في كتاب الطهارة في أحكام المياه في منزوحات البئر قال : فأمّا بول النساء فقسم واحد سواء كنّ كبائر أو صغائر ، رضائع أو فطائم ينزح لبولهنّ أربعون دلواً ، وحملهنّ على تقسيم الذكور قياس ، والقياس متروك عند أهل البيت ( .
فإن قيل : فمن أين نزح لبولهنّ أربعون دلواً ؟
قلنا : الأخبار المتواترة عن الأئمّة الطاهرين بأن ينزح لبول الإنسان أربعون دلواً ، وهذا عموم في جنس الناس ، إلا ما أخرجه الدليل ، وهنّ من جملة الناس ، والإنسان اسم جنس يقع على الذكر والأنثى بغير خلاف ، ويعضد ذلك