إدريس بن أحمد بن إدريس الشيخ أبو عبد الله العجلي الحلي ، فقيه الشيعة وعالم الرافضة في عصره ، كان عديم النظير في الفقه ، صنف كتاب ( الحاوي لتحرير الفتاوي ) ولقبّه كتاب ( السرائر ) وهو كتاب مشكور بين الشيعة ، وله كتاب ( خلاصة الاستدلال ) و ( منتخب البيان ) فقه و ( المناسك ) وغير ذلك في الأصول والفروع ، وله تلامذة وأصحاب ، ولم يكن في وقته مثله ، ومدحه بعض الشعراء بقصيدة فضّله فيها على الشافعي ( ت 597 ) .
أقول : ولم يأتنا الصفدي بجديد من عنده ، وما ذكره قد تقدم من الذهبي في تاريخ الإسلام بنصه وفصّه ، وإنّما ذكرته لبيان إذعان الصفدي لمكانة ابن إدريس حسب ما قاله الذهبي ، وإن لم يصرح بأخذه منه ونقله عنه .
وأكتفي بذكر أقوال هؤلاء من أعلام حفّاظ أهل السنّة ، ونياقدة صيارفتهم في الرجال ، ولنعطف على ما قاله أعلامنا الأبرار وهم أعرف بابن إدريس من الأغيار ، وقد مرّ بنا قول معاصره الشيخ منتجب الدين فيه ، وما قاله ابن داود أيضاً ، في ما قاله الناقدون وذكرت ما في قوليهما من تحامل من غير مبرر ، والآن فلنقرأ ما قاله عنه المادحون وجلهم في موقف دفاع عنه :
1 الشيخ المحقق الكركي المتوفى ( 938 ) فقد كان مبجّلاً له أعظم تبجيل ، ويصفه في إجازاته بأعظم الوصف ، ويعبّر عنه :
أ تارة ب ( الإمام الفاضل ، الأوحد الكامل ، الجامع بين شتات العلوم الشيخ الفقيه ، حبر المذهب ، - أبو عبد الله محمد بن إدريس الحلي العجلي ، رفع الله في أعلى عليين مكانه ) .
ب وفي اُخرى ب ( الشيخ الإمام العلاّمة ملك العلماء الحبر الفقيه ، محمد بن إدريس العجلي . . . ) .
ج وفي ثالثة ب ( الشيخ الإمام العالم المحقق ، قدوة المتأخّرين فخر