وذكر أيضاً نحو ذلك عنه في كتاب الخمس في مسألة ما يجب فيه الخمس من الغوص مثل العنبر ، فحكى عن المسعودي قوله في أصل الطيب ، راجع ص 113 .
وذكره أيضاً في كتاب الحج في مسألة استحباب إتيان بئر زمزم والشرب من مائها فقال في ص 145 :
وبئر زمزم بئر لا عينٌ ، حكمها حكم الآبار . . . وسُمّيت بهذا الاسم ، قال أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي في كتابه المترجم بمروج الذهب ومعادن الجوهر في التاريخ وغيره ، وهو كتاب حسن كبير ، كثير الفوائد ، وهذا الرجل من مصنفي أصحابنا ، معتقد للحق ، له كتاب المقالات قال :
وقد كانت أسلاف الفُرس تقصد البيت الحرام وتطوف به تعظيماً له ولجدها إبراهيم عليه السلام ، وتمسكاً بدينه ، وحفظاً لأنسابها ، وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك جد أردشير بن بابك ، وهو أول ملوك ساسان ، وأبوهم الذي يرجعون إليه كرجوع المروانية إلى مروان بن الحكم ، وخلفاء العباسيّين إلى العباس بن عبد المطلب ، ولم يل الفرس الثانية أحد إلا من ولد أردشير بن بابك هذا .
فكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزمزم على بئر إسماعيل ، فقيل انّما سمّيت زمزم لزمزمته عليها هو وغيره من فارس ، وهذا يدل على كثرة ترادف هذا الفعل منهم على هذه البئر ، وفي ذلك يقول الشاعر على قديم الزمان :
زمزمة الفرس على زمزم * وذاك من سالفها الأقدم