بين الناس منذ أكثر من قرن ونصف ، - حيث تمّ طبعه لأول مرة سنة 1270 ه - وهو شاهد بسعة علمه ومدى اطلاعه العظيم في مختلف آفاق المعرفة .
فقد صمّمت على إعادة طبعه محققاً بما يتناسب وموقعه في التراث الفقهي الشيعي ، ولكن لله في خلقه شؤون ، فالعبد يدبّر والله تعالى يقدّر ، ولا يكون إلا ما شاء سبحانه ، لقد طرأت أحوال أخّرتني عن المبادرة بطبع الكتاب ، وكانت المصلحة الخفيّة وراء ذلك ، إذ عثرت على كتاب أجوبة المسائل لابن إدريس بخط تلميذه ابن قمرويه ، وبدأت في تحقيقه ، وكدت أفرغ منه ولمّا ، بُشّرت بطبع كتابه الآخر ( منتخب التبيان في تفسير القرآن ) فسررت كثيراً ، وطلبت نسخته فرأيتها مما تحتاج إلى إعادة تحقيق وعزمت واستحضرت بعض النسخ الخطيّة لتقويم النص ، فشارفت على النهاية ، وإذا بكتاب رابع لابن إدريس لم ير النور من قبل وهو حاشيته على الصحيفة السجادية ، ودخل هذا في حيّز العمل وتبدّل النهج الأول في الإصدار ، وقرّرت أن يكون الترتيب على النحو التالي حسب شرف الموضوع :
1 - منتخب التبيان في تفسير القرآن .
2 - حاشية الصحيفة السجادية .
3 - أجوبة المسائل .
4 - كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي .
ويكون إصدارها جميعاً باسم ( موسوعة ابن إدريس الحلي ) وبناءً على هذا فقد تغيّرت منهجية الإصدار الأول ، وصار الحديث عن الكتب كل حسب موقعه من الموسوعة ، وعلى هذا فما كتبته أولاً عن السرائر سيكون هو الآخر ، لذلك فأنا اعتذر عمّا يوجد من خلل في الإحالات أو الإشارات والعذر عند كرام الناس مقبول .