responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 8


أخذ الميثاق

الذر

الكتابة فأما إنشاء الخلق حالا بعد حال دل على أنه عالم مختار .
قوله سبحانه :
« وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ » ( 171 / 7 ) الآية تعلقت الحشوية بذلك وألحقوا به الخبر الأرواح جنود مجندة فقولهم باطل لأنه قال مِنْ بَنِي آدَمَ ولم يقل من آدم وقال ( مِنْ ظُهُورِهِمْ ) ولم يقل من ظهره وقال ( ذُرِّيَّتَهُمْ ) ولم يقل ذريته وأي ظهر يحتمل هذه الذرية وأي فضاء يتسع ولفظ الذرية إنما يقع على المولود ولا يكون في الصلب ذرية ويوجب أن يكون المأخوذ منهم ذرية آدم لصلبه ولا يدخل أبناء الأبناء ومن بعدهم لأن الذرية إنما تطلق على ولد الصلب وما عداه مجاز يعرف ذلك بدليل آخر دون ظاهر اللفظ ومعلوم أن الولد يخلق من المني وإنما يحدث من الإنسان حالا بعد حال ويستحيل من الأطعمة وكيف يجتمع في صلب واحد جميع ما يكون من عقبه إلى يوم القيامة من المني والإشهاد إنما يصح ممن يعقل ويكون الجواز عنه مستحيلا والله تعالى رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ ولم يلزمه معرفته والذرية المستخرجة من ظهر آدم إذا خوطبت وقررت لا بد أن يكون كاملة العقول مستوفية التكليف لأن ما لم يكن كذلك يقبح خطابهم وتقريرهم وإشهادهم وإن كانوا بصفة كمال العقل وجب أن يذكرها ولا يعد إنشائهم أو كمال عقولهم تلك الحال فإن الله تعالى أخبرنا بأنه إنما أقررهم وأشهدهم لئلا يدعوا يوم القيامة الغفلة عن ذلك أو يعتذروا بشرك آبائهم وإنهم نشئوا بين أيديهم وهذا يدل على اختصاص ببعض ذرية ولد آدم وهو الصحيح فإنه خلقهم وبلغهم على لسان رسله معرفته وما يجب من طاعته فأقروا بذلك لئلا يقولوا إنا كنا عن هذا غافلين وإن الله تعالى لما خلقهم وركبهم تركيبا يدل على معرفته ويشهد بقدرته ووجوب عبادته وأراهم العبر والآيات والدلائل في غيرهم وفي أنفسهم كان بمنزلة المشهد لهم على أنفسهم وإن لم يكن هناك إشهاد ولا اعتراف على الحقيقة ويجري ذلك مجرى قوله ( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ) .
قوله سبحانه :
« وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ » ( 75 / 2 ) قوله وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ ليس يوجب اللفظ أن يكون أخذ الميثاق عليهم في وقت واحد ومكان

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست