نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 205
الأنبياء عليهم السلام عنه يستند إلى دلالة العلم المعجز إما بنفسه أو بواسطة والعلم المعجز بمنزلة قوله تعالى : له صدقت في أنك رسولي فلا بد من أن يكون هذا المعجز مانعا من كذبه فيما يؤديه من الوحي لأن تصديق الكذاب قبيح كما أن الكذب قبيح فأما الكذب في غير ما يؤديه وسائر الكبائر فإنما دل المعجز على نفيها من حيث كان دالا على وجوب اتباع الرسول وتصديقه فيما يؤديه لأن الغرض في البعثة والتصديق هو أن يمتثل ما يأتون به فما قدح في الامتثال والقبول يجب أن يمنع المعجز منه والدليل على أن تجويز الكبائر يقدح فيما هو الغرض بالبعثة من القبول والامتثال وينفر عن القبول أن من يجوز عليه الكبائر لا نأمن منه الإقدام على الذنوب ولا تكون أنفسنا ساكنة إلى قبول قوله واستماع وعظه وسكونها إلى من لا يجوز عليه شيئا من ذلك على حد سكونها من يجوز عليه الاختيار يوضح ذلك ولا تختلف أن يكون ذلك في حال النبوة أو قبلها وسواء كانت كبيرة أو صغيرة لأن الطريقة في الأمرين واحدة . قوله سبحانه : « اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ » ( 74 / 22 ) وقال ( وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ ) وقال في جماعة منهم وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار تدل على عصمتهم أجمعين لأنه لا يختار ولا يصطفي إلا من كان مرضيا معصوما . قوله سبحانه : « الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ » الآية ( 26 / 24 ) لا يجوز أن يكون عاما لأننا نجد الطيبين للطيبات مثل آدم وحواء قوله ( يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) ونجد الخبيثات للخبيثين مثل أبي لهب وأم جميل وقوله ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) السورة ونجد الخبيثات للطيبين مثل امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ ( كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ ) ونجد الطيبات للخبيثين مثل آسية امرأة فرعون قوله ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ ) وكذلك الحكم إن حملناه على الأولاد فلم نحكم بها إلا بدليل نحو قوله ( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وبعد فإن كل منفر لا يجوز على الأنبياء والأئمة عليهم السلام مثل كفر الوالدين وفسق الأزواج لأنهما يتعديان إليهم وما لا يكون منفرا جاز فيهم مثل كفر أولادهم وأزواجهم أو فسقهم إلا أن الفاحشة لا يجوز على أزواجهم فإنها لازمة
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 205