responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 134


كانوا يعبدونه فقال ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ ) فلو كان يضل عن الحق لكان قد ساواهم في الإضلال وفيما لأجله نهى عن اتباعهم بل أربى عليهم والإضلال في الدين على سبيل التلبيس إنما يفعله العاجز عن الضد والمنع كالشيطان فإنه لو قدر على المنع لما اجتهد بالحيلة والوسوسة والله تعالى غير عاجز فلا يضل عن الدين على سبيل التلبيس وإنه إنما أضاف ما أضافه إلى نفسه من الإضلال مطلقا غير مقرون بما أضل عنه ولم يقل في آية أضل أو يضل عن الدين وإنما قال أضل أو يضل من يشاء وإذا ورد مطلقا كان معناه الإهلاك والإبطال كما أن لفظة ضل إذا أوردت كان معناها الهلاك والبطلان .
قوله سبحانه :
« فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ ، وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ » في خمسة مواضع من القرآن ( 4 / 14 ) يعني يهلك وينجي ولا يجوز فيها غير ذلك لمقتضى أوليها أو أخريها ولأنه مطلق [1] .



[1] فنزيد لك كشفا عن حقائق هذه الآيات الشريفة فنقول : إن كلا من هذه الآيات الكريمة قد نزلت في مقام الاشعار بالعظمة والجلال . وانه تعالى قادر لما يشاء ، فعال بما يريد ، لا يسئل عما يفعل ، فما أعظم شأنه ، وأعر سلطانه ، وهو الملك الجبار الواحد القهار ، ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء . ولا يخفى على ذوي اللب إن الآيات غير ناظرة إلى جهة مقدمات إرادته وبواعث فعله وموجبات عمله ، حتى يستدل بها على نفي التعليل وسلب الغاية مطلقا كما يقول به الأشاعرة فإنهم أحد درجة من استحقاق المخاطبة ، فهذا كما نقول . ان القاضي بلغ من القدرة والعلم والنفوذ والحكم والعدل والاطمينان ، مبلغا لا يعترض في قضائه يحكم بما يريد ولا معقب لحكمه . وإن السلطان بلغ من العدل والرأفة والعلم والسلطنة ، منزلة يفعل ما يشاء في مملكته ، يرحم من يشاء ويعذب من يشاء . ولا يسئل عما فعل ، فإن الرعية كلهم مذعنون بعد له وكمال علمه ، معتقدون في حقه بالعصمة من الخطاء والزلل والخطل فضلا عن الجور والظلم . هذا حال عبد من عباده آتاه الحكمة وفضل الخطاب ، فكيف بالله خالق السماوات والأرض : سبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ؛ أنت الفاعل على لما تشاء تعذب من تشاء بما تشاء كيف تشاء وترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء ولا تسئل عن فعلك . ومن البديهيات الأولية إن جميع أفعال الله الحكيم بمقتضى الحكم والمصالح التامة ، ومن الحكمة لا يهدي القوم الكافرين والفاسقين والظالمين ؛ لعدم ميلهم إلى الرشاد والنعمة ، بل هم كافرون بها وما جزاء الكفران إلا العذاب الشديد ، أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ؛ ويهدي إليه من أناب ، وما الله يريد ظلما للعباد . فارجع البصر كرتين هل ترى من فتور . ح - م

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست