responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 34


على خلقه وذلك على وجه التمثيل .
قوله سبحانه :
« وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى » ( 44 / 53 ) والضحك والبكاء من فعل الإنسان وقوله ( فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً ) وقوله ( أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ ) وقوله ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) نسب الضحك والبكاء إلينا ولو لم يكن فعلنا لم يحسن ذلك أما الآية الأولى فمعناها أنه أضحك وأبكى بأن فعل سبب ذلك من السرور والحزن كما يقال أضحكني فلان وأبكاني أي من سببها وقال الحسن إن الله هو الخالق للضحك والبكاء والضحك تفتح أسرار الوجه عن سرور في القلب فإذا هجم على الإنسان منه ما لا يمكنه دفعه فهو من فعل الله وكذلك البكاء وقيل أضحك الأرض بالنبات وأبكى السماء بالمطر فصل قوله تعالى : « هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ » ( 5 / 10 ) لما أخبر الله بهذه الأحوال عن النجوم كان أجرى العادة بأن يحدث أمرا عند طلوع كوكب أو غروبه أو اتصاله أو مقارنته لكن لا طريق لنا إلى العلم بأن ذلك قد وقع وثبت ثم إن تلك العادة يجوز أن تختلف باختلاف الأزمان فلا يفعل ذلك لأنه مختار فيها ولا تأثير للكواكب البتة لأنها ليست بحية قادرة فتفعل بالاختيار ولا علة موجبة فتؤثر بالإيجاب وإنما هي أجسام يسيرها الله كما يريد والدليل على نفي كون الفلك وما فيه من شمس وقمر وكوكب أحياء الإجماع وإذا قطعنا على نفي الحياة والقدرة عنها فكيف تكون فاعلة ثم إن الحرارة الشديدة كحرارة النار تنفي الحياة وحرارة الشمس أقوى من حرارة النار وما كان بهذه الصفة من الحرارة تستحيل أن يكون حيا وإن كانت قادرة إنما تفعل في غيرها على سبيل التوليد ولا بد من وصلة بين الفاعل والمفعول فيه والكواكب غير مماسة لنا ولا وصلة بيننا وبينها فكيف تكون فاعلة فينا والهواء لا يجوز أن يكون آلة في الحركات الشديدة وحمل الأثقال ثم لو كان الهواء آلة تحركنا بها الكواكب لوجب أن نحس بذلك كما نحس من غير الهواء إذا حركنا .

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست