تمسّكتم بهما : كتاب اللّه وأهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إلى أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَ الحوض كهاتين الإصبعين - وأشار بمسبحته والوسطى - ، فإنّ إحداهما قدّام الأخرى ، فتمسّكوا بهما لا تضلّوا ولا تزلّوا ولا تقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم ولا تعلّموهم ، فإنّهم أعلم منكم . . .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا طلحة ! إنّ كلّ آية أنزلها اللّه في كتابه على محمّد عندي بإملاء رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وخطّي بيدي ، وتأويل كلّ آية أنزلها اللّه على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكلّ حلال أو حرام ، أو حدّ أو حكم ، أو أي شيء تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة عندي مكتوب بإملاء رسول اللّه وخطّ يدي حتّى أرش الخدش .
قال طلحة : كلّ شيء من صغير أو كبير ، أو خاصّ أو عامّ كان أو يكون إلى يوم القيامة ، فهو مكتوب عندك ؟
قال ( عليه السلام ) : نعم . . . ، ثمّ قال طلحة : فأخبرني عمّا في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحلال والحرام إلى من تدفعه ، ومن صاحبه بعدك ؟
قال ( عليه السلام ) : إلى الذي أمرني رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّ أدفعه إليه ، قال : من هو ؟
قال : وصيّي وأولى الناس بالناس بعدي ابني هذا الحسن ، ثمّ يدفعه ابني الحسن عند موته إلى ابني هذا الحسين ، ثمّ يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتّى يرد آخرهم على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حوضه ، وهم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم . . . . [1] والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة .
‹ ص 1 › - أبو جعفر الطبري : عن محمّد الفارسي ، قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن الحبرمي ، عن عتيق بن محمّد المدني ، عن إسحاق بن بشر ، عن عبد الرحمن بن قصبة بن ذؤيب ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ، قال : قال