الحسن ، ثمّ ابني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتّى يردوا عليَ حوضي . . . ، أيّها الناس ! إنّ اللّه أمركم في كتابه بالصلاة فقد بيّنتها لكم ، وبالزكاة ، والصوم ، والحجّ فبيّنتها لكم وفسّرتها ، وأمركم بالولاية ، وإنّي أشهدكم أنّها لهذا خاصّة - ووضع يده على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) - ثمّ لابنيه بعده ثمّ للأوصياء من بعدهم من ولدهم ، لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتّى يردوا عليَ حوضي .
أيّها الناس ! قد بيّنت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم بعدي ووليّكم وهاديكم وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم ، فقلّدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم ، فإنّ عنده جميع ما علّمني اللّه من علمه وحكمته ، فسلوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلّموهم ولا تتقدّموهم ولا تخلّفوا عنهم فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم . . .
فقال [ علي ( عليه السلام ) ] أنشدكم اللّه ! أتعلمون أنّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قام خطيباً ، ثمّ لم يخطب بعد ذلك فقال : يا أيّها الناس ! إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلى أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَ الحوض ، فقام عمر بن الخطّاب وهو شبه المغضب فقال : يا رسول اللّه ! أكلّ أهل بيتك ؟
قال : لا ، ولكن أوصيائي منهم أوّلهم أخي علي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمّتي ، وولي كلّ مؤمن بعدي ، هو أوّلهم ثمّ ابني الحسن ثمّ ابني الحسين ثمّ تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتّى يردوا عليَ الحوض ، شهداء اللّه في أرضه وحججه على خلقه وخزّان علمه ومعادن حكمته ، من أطاعهم أطاع اللّه ومن عصاهم عصى اللّه ؟
فقالوا كلّهم : نشهد أنّ رسول اللّه قال ذلك . . .
وقام في غير موطن فقال : ليبلغ الشاهد الغائب ، فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إنّ الذي قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خم ويوم عرفة في حجّة الوداع ويوم قبض ، فانظر في آخر خطبة خطبها حين قال : إنّي قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما إن