عبد اللّه الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ، عن أبيه ، عن جدّه صلوات اللّه عليهم ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه خلق الإسلام فجعل له عرصة ، وجعل له نوراً ، وجعل له حصناً ، وجعل له ناصراً .
فأمّا عرصته فالقرآن ، وأمّا نوره فالحكمة ، وأمّا حصنه فالمعروف ، وأمّا أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا ، فأحبّوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم ، فإنّه لمّا أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل ( عليه السلام ) لأهل السماء ، استودع اللّه حبّي وحبّ أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائكة ، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة ، ثمّ هبط بي إلى أهل الأرض فنسبني إلى أهل الأرض فاستودع اللّه حبّي وحبّ أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمّتي ، فمؤمنوا أمّتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ، ألا فلو أنّ الرجل من أمّتي عبد اللّه عزّ وجلّ عمره أيّام الدنيا ثمّ لقي اللّه عزّ وجلّ مبغضاً لأهل بيتي وشيعتي ما فرّج اللّه صدره إلاّ عن نفاق . [1] ‹ ص 1 › - الكليني : حدّثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) . . . .
وقال ( عليه السلام ) : أيّتها العصابة المرحومة المفلحة ! إنّ اللّه أتمّ لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا ، أنّه ليس من علم اللّه ، ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق اللّه في دينه بهوى ، ولا رأي ، ولا مقاييس ، قد أنزل اللّه القرآن ، وجعل فيه تبيان كلّ شيء ، وجعل للقرآن ولتعلّم القرآن أهلاً ، لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم اللّه علمه أن يأخذوا فيه بهوى ، ولا رأي ، ولا مقاييس ، أغناهم اللّه عن ذلك بما آتاهم من علمه ، وخصّهم به ، ووضعه عندهم كرامة من اللّه أكرمهم بها .
وهم أهل الذكر الذين أمر اللّه هذه الأمّة بسؤالهم ، وهم الذين من سألهم وقد سبق في علم اللّه أن يصدّقهم ويتّبع أثرهم أرشدوه ، وأعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى