عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذرّ جندب بن السكن ، سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : إنّي خلّفت فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ألا وإنّ مثلهما فيكم كسفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق . [1] ‹ ص 1 › - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان وعلي بن أحمد بن موسى الدقّاق ومحمّد بن أحمد السناني ، قالوا : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، قال : حدّثني أبو محمّد بن أبي السري ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس ، عن سعد بن طريف الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : لمّا جلس علي ( عليه السلام ) في الخلافة وبايعه الناس ، خرج إلى المسجد متعمّماً بعمامة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لابساً بردة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، متنعّلاً نعل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، متقلّداً سيف رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فصعد المنبر فجلس عليه متحنّكاً ، ثمّ شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ، ثمّ قال :
يا معشر الناس ! سلوني قبل أن تفقدوني ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول اللّه ، هذا ما زقّني رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) زقّاً زقّاً ، سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين ، أما واللّه ! لو ثنيت لي وسادة ، فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتّى تنطق التوراة ، فتقول : صدق علي ، ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه في .
وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتّى ينطق الإنجيل فيقول : صدق علي ، ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه في .
وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول : صدق علي ، ما كذب ، لقد أفتاكم بما أنزل اللّه في ، وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً ، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه ولولا آية في كتاب اللّه عزّ وجلّ لأخبرتكم بما كان ، وبما يكون ، وبما هو كائن إلى يوم