ثمّ قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه : يا عبد اللّه ! الحمد للّه الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم ، لتسلم لهم طاعاتهم ويستحقّونها ثوابها .
فقال عبد اللّه بن يحيي : يا أمير المؤمنين ! وإنّا لا نجازي بذنوبنا إلاّ في الدنيا ؟
قال : نعم ، أما سمعت قول رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر ! ؟ إنّ اللّه يطهّر شيعتنا من ذنوبهم في الدنيا بما تبليهم به من المحن ، وبما يغفر لهم . . .
فقال عبد اللّه بن يحيي : يا أمير المؤمنين ! قد أفدتني وعلّمتني ، فإن أردت أن تعرّفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس ، حَتَّى لا أعود إلى مثله ؟
قال ( عليه السلام ) : تركك حين جلست أن تقول : " ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) " ، فجعل اللّه ذلك لسهوك عمّا ندبت إليه ، تمحيصاً بما أصابك ، أما علمت أنّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حدّثني عن اللّه عزّ وجلّ أنّه قال : كلّ أمر ذي بال لم يذكر " بسم اللّه " فيه فهو أبتر .
فقلت : بلي ، بأبي أنت وأمّي ! لا أتركها بعدها .
قال : إذا تحصن بذلك وتسعد .
ثمّ قال عبد اللّه بن يحيي : يا أمير المؤمنين ! ما تفسير " ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) " ؟
قال : إنّ العبد إذا أراد أن يقرأ أو يعمل عملاً فيقول " بسم اللّه " أي بهذا الاسم أعمل هذا العمل ، فكلّ أمر يعمله يبدأ فيه ب " ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) " فإنّه يبارك له فيه . [1] ‹ ص 1 › - الكليني : عن أحمد بن خالد ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن سعيد بن زيد ، قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا صلّيت المغرب فلا تبسط رجلك ، ولا تكلّم أحداً حَتَّى تقول مائة مرّة : " ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم " ، ومائة مرّة في الغداة ، فمن قالها دفع عنه مائة نوع من أنواع البلاء ، أدني