الفصل الأوّل من الباب الأوّل فضل القرآن وعظمته ‹ ص 1 › - الإمام علي ( عليه السلام ) ( في بعثة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونبذ من فضائل القرآن ) : . . . ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضلّ نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وتبياناً لا تهدم أركانه ، وشفاءً لا تخشى أسقامه ، وعزّاً لا تهزم أنصاره ، وحقّاً لا تخذل أعوانه .
فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ وغيطانه [1] ، وبحر لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون [2] ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون .
جعله اللّه ريّاً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ، ومحاجاً لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة ، وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزّاً لمن تولاّه ، وسلماً لمن دخله ، وهدى لمن ائتمّ به ، وعذراً لمن انتحله ، وبرهاناً لمن تكلّم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلجاً لمن حاجّ به ، وحاملاً لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلمّ ، وعلماً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى ، وحكماً لمن قضى . [3] ‹ ص 1 › - الإمام علي ( عليه السلام ) ( من خطبة له ( عليه السلام ) ) : . . . اعلموا ، أنّ هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغشّ ، والهادي الذي لا يضلّ ، والمحدّث الذي لا يكذب ، وما جالس