responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 63


وهميين بينهم وبين الله تعالى ، وزعموا لهؤلاء الوسطاء الذين تخيلوهم قدرة على النفع والضر ، فجسدوهم في أصنام من الحجارة ، وأشركوا هذه الأصنام مع الله في العبادة ، والدعاء حتى تطورت فكرة الوساطة في أذهانهم إلى الاعتقاد بالوهية الوسطاء ، ومشاركة تلك الأصنام لله في تدبير الكون :
( الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون . . . ) [1] .
وكادت تمحى بعد ذلك فكرة التمييز بين الوسطاء والله تعالى ، وسادت الوثنية بأبشع أشكالها ، وانغمس العرب في الشرك وعبادة الأصنام ، وتأليهها ، فكان لكل قبيلة أو مدينة صنم خاص ، بل كان لكل بيت صنم خصوصي ، فقد قال الكلبي :
" كان لأهل كل دار من مكة صنم في دارهم يعبدونه فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به ، وإذا قدم من سفر كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا " [2] ، وقد كان في جوف الكعبة وفي فنائها ثلاثمائة وستون صنما .
وأدى الامر بالعرب إلى تقديس الحجارة بصورة عامة ، وإسباغ الطابع الإلهي عليها ، ففي صحيح البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال : " كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الاخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبنا عليه ثم طفنا به " [3] ، وقال الكلبي : " كان الرجل إذا سافر فنزل منزلا أخذ أربعة أحجار فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربا



[1] الزمر : 3 .
[2] الأصنام للكلبي : 33 .
[3] صحيح البخاري 5 : 216 .

نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست