تقوم بهذا الدور في تمييز الانتهاء من السورة والشروع بالسورة الأخرى ، حيث وردت الأحاديث التي تؤكد ان البسملة كان لها دور تمييز انقضاء السورة من ابتدائها [1] . السادس : أنها أسماء للحروف الهجائية المعروفة ، وإنما جئ بها تنبيها للناس على أن القرآن الكريم الذي عجزوا عن مباراته والاتيان بمثله ليس إلا مؤلفا من هذه الحروف ومركبا منها ، فلم يكن التحدي به لأنه يحتوي على مادة غريبة عنهم وانما كان بشئ مركب من هذه الحروف التي يتكلمون ويتحادثون بها ، وقد عجز عن الاتيان بمثله أهل الفصاحة والبلاغة ، وقد ذهب المبرد وجمع كبير من المحققين إلى هذا المذهب [2] . وقد يناقش هذا المذهب بأن مجرد ذكر الحروف في أول السورة بهذا الشكل المتقطع لا يكفي في ايضاح هذه الحقيقة ، وقد لا يشعر الناس بذلك فلا يحقق حينئذ القرآن هدفه من ذكرها ، إلا إذا كانت القرائن الخارجية والحالية التي تحيط الكلام لها دور في الافهام وتحقيق هذا الهدف ، وهذا ما لا يمكن أن نعرفه من نفس هذه الحروف . وقد كان من الممكن أن يصل القرآن إلى ذلك عن طريق ايضاح الفكرة ببيان قضية عامة تستوعب هذا المضمون وتشرحه ، فالفكرة التي يتبناها هذا المذهب
[1] الدر المنثور 1 : 7 . أخرج أبو داود والبزار والطبراني والحاكم وصححه البيهقي في المعرفة عن ابن عباس ، قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يعرف فصل السورة ( يعني خاتمتها ) حتى تنزل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وزاد البزار والطبراني فإذا نزلت عرف أن السورة قد ختمت واستقبلت أو ابتدأت سورة أخرى ، إضافة إلى أحاديث أخرى لها مثل هذه الدلالة . [2] ن . م 2 : 6 .