للآخرين ) [1] . ويلاحظ في هذا الموضع من القصة ما يلي : ان هذا المقطع القرآني من القصة جاء في سياق الحديث عن شبهة أثارها الكفار في وجه الدعوة : ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) [2] . وقد ناقش القرآن الكريم هذه الشبهة من ناحيتين : الأولى : أن الرزق والمال ليس عطاء بشريا أو نتيجة للجهد الشخصي والذكاء والعبقرية والفضل فحسب بل هو عطاء الهي له غاية اجتماعية تنظيمية : ( أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون ) [3] . الثانية : أن هذا العطاء الإلهي المادي ليس مرتبطا بالفضل والامتياز عند الله والقربى لديه كما هو شأن العطاء البشري ومقاييسه ، بل قد يكون العكس هو الصحيح : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ) [4] . فان ظاهر هذه الآية الكريمة هو أنه لولا مخافة أن يكون الناس أمة واحدة على الكفر لجعلنا لمن يكفر بالرحمن . . . وقد يكون ذلك تعويضا لهم عما يلحق بهم من الخسران والعذاب في الدار الآخرة فان " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " [5] . ومن هذه الملاحظة يمكن أن نستنتج :