responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 239


( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) [1] .
( . . . ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ . . . ) [2] .
فان هذه الآيات وآيات كثيرة وإن جاءت بأساليب ومضامين متعددة ، كلها تصب في مصب واحد ، هو : أن القرآن الكريم وبحسب طبيعته يمكن ان يتفاعل معه الانسان العادي ، ويشكل القرآن حينئذ مصدر الهداية ويكون تبيانا لكل شئ ، مما يدل على امكانية فهم الكثير من المضامين والمعاني والهداية والنور الموجود فيه ، وبشكل مباشر ، ولا يكون هذا الفهم من التفسير بالرأي حتى إذا كان بدون الاستناد إلى رواية أو حديث معين ، وانما نتيجة لجهد الانسان الشخصي من خلال مراجعته لمجموعة المعلومات والقرائن المتوفرة عنده .
وتأكيد القرآن : أنه ( . . . لسان عربي مبين ) [3] يؤكد هذه الحقيقة ، إذ إن هذه الإبانة لا يمكن ان تفترض في كتاب لا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى الروايات الموجودة في كتب الحديث ، لان الإبانة حينئذ لا تكون - في الواقع - إبانة للقرآن الكريم ، بل للأحاديث وهي التي ستكون ( المبين ) ، وهذا هو خلاف الافتراض في أن القرآن بنفسه فيه حالة الإبانة والتوضيح والهداية .
خصوصا وأن هذه الإبانة أحيانا تنسب إلى النص القرآني من قبيل قوله تعالى : ( لسان عربي ) واللسان يعبر عن حالة النص والجانب المرتبط باللفظ لا الجانب المرتبط بالمضمون .
ولذا فلا مجال لادعاء أن هذا المضمون القرآني لا نفهمه إلا من خلال الروايات



[1] البقرة : 2 .
[2] النحل : 89 .
[3] النحل : 103 .

نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست