من الخير وما مسني السوء . . . ) [1] . ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى إلي . . . ) [2] . ومن يقرأ هذه الآيات القرآنية ونظائرها ويترك لوجدانه الحكم ، لا يسعه الا ان يقتنع من أعماق قلبه ونفسه بالفرق بين الذات الإلهية الامرة الملقية والذات المحمدية المطيعة المتلقية . 2 - ثم يزداد هذا الفرق وضوحا بين ذات الله المتكلم منزل الوحي وصفاته ، وبين ذات رسوله المخاطب متلقي الوحي وصفاته في الآيات التي يعتب الله فيها على نبيه عتابا خفيفا أو شديدا ، أو يعلمه فيها بعفوه عنه وغفرانه ما تقدم من ذنبه وما تأخر : فمن العتاب الخفيف المقترن بالعفو خطابه لرسوله في شأن من أذن لهم بالقعود عن القتال في غزوة تبوك : ( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ) [3] . أو في موضع آخر حين يقول : ( ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ) [4] . وأشد من هذا ما يوجه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من الانذار والتهديد في مثل قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) حيث ورد ذلك في قضية الاعلان بولاية علي ( عليه السلام ) للامر بعد