responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 131


( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) [1] .
( قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ) [2] .
وهذا يعتبر تحديا آخر من القرآن للقوانين الطبيعية ، إذ لو كان القرآن جاريا وفق هذه القوانين ، لما كان من الممكن ان يجئ به فرد أمي ، لم يشارك حتى في ثقافة مجتمعه ، بالرغم من بساطتها ، ولم يؤثر عنه اي بروز في عالم اللغة بمختلف مجالاتها ، فيبذ به الانتاج الأدبي كله ويبهر بروعته وحكمته وبلاغته ، أعاظم البلغاء والعلماء .
فهل رأيت في مجرى القوانين الطبيعية شخصا جاهلا بالطب لم يدرس عنه شيئا يتقدم بكتاب في الطب يبهر عقول الأطباء بما يضم من اسرار العلم وآياته ؟
وهل رأيت في مجراها شخصا لا يحسن أن يكتب في لغة ما ، ولا يجيد شيئا من علومها يأتي بالرائعة التأريخية في حياة تلك اللغة ، ويكشف عن امكانيات أدبية كبيرة جدا في تلك اللغة لم تكن تخطر على بال حتى يتصور الناس أنه ساحر ؟
والواقع أن المشركين في عصر ( البعثة النبوية ) أحسوا بهذا التحدي العظيم وكانوا حائرين في كيفية تفسيره ، ولا يجدون تفسيرا معقولا له وفق القوانين الطبيعية ، ولدينا عدة نصوص تأريخية تصور حيرتهم في تفسير القرآن وموقفهم ، القلق من تحديه للقوانين والعادات الطبيعية .
فمن ذلك أن الوليد بن المغيرة استمع يوما إلى النبي في المسجد الحرام وهو يقرأ القرآن فانطلق إلى مجلس قومه بني مخزوم فقال : " والله لقد سمعت من محمد آنفا



[1] العنكبوت : 48 .
[2] يونس : 16 .

نام کتاب : علوم القرآن نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست