ومع غض النظر عمّا قاله علماء الرجال في بعض أصحاب تلك الكتب مثل أحمد بن محمد السيّاري حيث اتفق علماء الفريقين على تضعيفه [1] واحمد بن محمد بن خالد البرقي وهو قد نقل عن الضعفاء واعتمد على المراسيل [2] ، نقول :
أولاً : لا يجزم باستفادة القول بالتحريف في خصوص ألفاظ القرآن من مجرد هذه العناوين خصوصاً عنوان كتاب الصيرفي وهو " التحريف والتبديل " ، وكتاب البرقي وهو " كتاب التحريف " .
وثانياً : بعض عناوين الكتب المتقدّمة ليس بثابت ، فقد اختلف أصحاب الفهارس في عناوينها ، مثل كتاب احمد بن محمد بن خالد البرقي ، فقال الشيخ الطوسي بأنّ اسمه " كتاب المعاني والتحريف " [3] وذكره ابن النديم بأسم " كتاب معاني الأحاديث والتحريف " [4] .
وثالثاً : ليس مراد أصحاب تلك الكتب من كلمة التحريف ، التحريف في ألفاظ القرآن ، حيث وإن لم يصل إلينا سوى كتاب السياري فأنّه مع التأمّل بما جاء في كتاب السيّاري من الأحاديث وما جاء من الأحاديث المختلفة في كتب المتأخرين ، نستطيع الجزم بأنّ مراد أصحاب تلك الكتب من كلمة التحريف هو التحريف في معاني القرآن لا التحريف بمعنى التغيير والتبديل في ألفاظ القرآن ، ومع ملاحظة طبقة أصحاب تلك الكتب وإنّ منهجهم كان غالباً في تنسيق وتنظيم وتصنيف الروايات فإنّ عناوين كتبهم تقتبس من ألسن الأحاديث ، وما كان في الأحاديث من لفظ " التحريف " ينصرف وبعدة قرائن إلى التحريف بالمعنى ، أو - على الأقل -